أحييت البرلمانات البريطانية ذكرى النكبة ال ٧٥ بسلسلة غير مسبوقة من الفعاليات في أنحاء المملكة المتحدة وشمل هذا البرلمانين الويلزي والبريطاني في الـ15 من مايو واختتمت بفعالية في البرلمان الأسكتلندي يوم 17 مايو.
وفي أولى فعالياتها لإحياء ذكرى النكبة الـ 75، نظمت سفارة دولة فلسطين في بريطانيا فعالية في القاعة التي شهدت أول اجتماع للجمعية العمومية للأمم المتحدة في العاصمة البريطانية وشارك في الحفل عدد غير مسبوق من أعضاء البرلمان البريطاني ودبلوماسيين ونشطاء وقادة المجتمع المحلي في بريطانيا بالإضافة إلى ممثلين عن الجاليات المسلمة والعربية والفلسطينية في بريطانيا.
وخلال كلمته قال السفير حسام زملط، سفير فلسطين لدى المملكة المتحدة: “كبعثة دبلوماسية فلسطينية، اخترنا تنظيم هذا الحدث هنا في المكان الذي حيكت فيه المؤامرة ضد فلسطين، والتي آلت إلى النكبة ومن هنا نبدأ مشوار تصحيح الخطيئة البريطانية بحق الشعب الفلسطينى”.
وشهدت الفعالية خطابات لعدد من السياسيين البريطانيين ومقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانسيسكا ألبانيزي، التي أقرت بالخطأ الأممي بحق الفلسطينيين، ودعت العالم لتصويب تعاملهم مع الحقوق الفلسطينية من أجل الدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط.
وشارك خلال الفعالية أعضاء من البرلمان البريطانى؛ منهم كريسبين بلانت النائب عن حزب المحافظين، وبامبوس شارالامبوس النائب عن حزب العمال، والنائب برندان أوهارا من الحزب الوطني الأسكتلندي بالإضافة الى ليلى موران النائبة البريطانية من أصول فلسطينية من حزب الديمقراطيين الأحرار، وطالب النواب في كلماتهم باتخاذ خطوات رسمية جادة من أجل وقف الانتهاكات الإسرائيلية واستعادة الحق الفلسطينى.
وشاركت بعثة فلسطين للمملكة المتحدة أيضاً في مسيرة ضخمة انطلقت من أمام مقر هيئة الإذاعة البريطانية باتجاه مكتب رئيس الوزراء البريطاني في داوننغ ستريت. شارك في المظاهرة أكثر من 10 آلاف مؤيد لفلسطين من بينهم عدد من السياسيين والدبلوماسيين وأعضاء البرلمان والحقوقيين والنشطاء المناصرين للحق الفلسطيني.
وفي 15 مايو، شاركت بعثة فلسطين لدى المملكة المتحدة بالتنسيق مع المجموعات البرلمانية عن كل الأحزاب الخاصة بفلسطين في إحياء ذكرى النكبة في ندوات برلمانية متزامنة أقيمت في إنجلترا وويلز.
وحضر الندوات حقوقيون وبرلمانيون ورموز من المعارضة ومسؤولون سابقون من الحكومة البريطانية.
وعلى هامش الندوة البرلمانية التي أقيمت في لندن، قال الوزير السابق لشؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت “أعتقد أنه حدث رائع. إحياء ذكرى نكبة فلسطين وتسليط الضوء على ما يحدث الآن، وهناك حضور جيد من السياسيين، أغلبهم تحدث بدفاع جيد عن قضية فلسطين، وكل هذه الخطوات سيكون لها مردود إيجابى من ناحية الضغط لجعل هذا الملف في مقدمة أولويات الحكومة البريطانية، ومن ثم اتخاذ خطوات فاعلة على طريق الحل”.
واختتمت بعثة فلسطين لدى المملكة المتحدة تلك الفعاليات يوم ال17 من مايو بالمشاركة في فعالية في البرلمان الاسكتلندي في العاصمة الاسكتلندية أدنبره، شارك فيها عدد من البرلمانيين وممثلين عن الأحزاب السياسية الأكبر في الدولة ولفيف من نشطاء حقوق الإنسان والجالية الفلسطينية.
وفي كلمته للبرلمان الأسكتلندي، قال السفير الفلسطيني حسام زملط أنه قرار الأمم المتحدة التاريخي بإحياء ذكرى النكبة في ذكراها الـ 75 يجب أن يكون متبوعاً ب “تجريم إنكار النكبة”.
وأضاف “إن النكبة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني لا تقتصر فقط على ضياع الأوطان بل هي خطة ممنهجة للتطهير العرقي تعرض لها أكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني كان الهدف منها استبدالهم أغلبية يهودية.”
ولاقت فعاليات احياء ذكرى النكبة في المملكة المتحدة اهتماماً بالغاً من الاعلام العربي والغربي سواء، إذ كانت تلك الفعاليات غير مسبوقة في المملكة ولما تخللها من خطابات لبرلمانيين وسياسيين وقادة مجتمع مدني ونشاط.
وانتقد السفير الفلسطيني د. حسام زملط في خطاباته امتناع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عن المشاركة في فعاليات إحياء ذكرى النكبة في نيويورك وبريطانيا على التوالي، واصفاً هذا الغياب بأنه إمعان في الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وازدواجية في المعايير المتبعة من الغرب حول القضية الفلسطينية.
وخلال جولته في اسكتلندا، التقى السفير الفلسطيني بقادة الكنيسة الأسكتلندية في العاصمة أدنبره، وأطلعهم على آخر التطورات الميدانية في فلسطين وعن الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني وضرورة تضامن الكنيسة الأسكتلندية مع الحق الفلسطيني وضد الجرائم الإسرائيلية.
وقال السفير أن “احياء الأمم المتحدة لذكرى النكبة75 ال، وأيضا في جميع البرلمانات في المملكة المتحدة وغيرها، تشكل خطوات على طريق تجريم نكران النكبة وتصحيح الخطيئة التاريخية بحق الشعب الفلسطيني.”
والتقى السفير الفلسطيني أيضا برئيس الوزراء الأسكتلندي حمزة يوسف حيث أكد الطرفان خلال لقاءها على عمق العلاقات الفلسطينية الأسكتلندية، ونقل السفير الفلسطيني حسام زملط دعوة لرئيس الوزراء الأسكتلندي من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لزيارة دولة فلسطين.
ومن جهته أكد رئيس الوزراء يوسف رغبة بلاده في تقوية العلاقات مع دولة فلسطين وأنه لا يجب “أن نخجل من وقوفنا مع حقوق الإنسان والقانون الدولي” وأكد أن بلاده ستدعم تعاون مشترك مع فلسطين يشمل دعم التعليم والثقافة في فلسطين.