أحيت سفارة دولة فلسطين لدى المملكة المتحدة يوم أمس الجمعة ذكرى النكبة الفلسطينية في العاصمة البريطانية لندن في فعالية حضرها أكثر من 400 شخص من بينهم أعضاء برلمان بريطانيين عن الأحزاب الكبرى وأعضاء من السلك الدبلوماسي العامل في بريطانيا بالاضافة الى ممثلين عن الجاليات الفلسطينية والاسلامية والعربية في بريطانيا.
وتم إحياء الحفل في قاعة ويستمنستر والتي عقدت الجلسة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة في يناير عام 1946 في إشارة رمزية الى دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في نكبة فلسطين.
وتخلل اللقاء كلمات ألقاها كل من سفير دولة فلسطين لدى المملكة المتحدة د. حسام زملط وأعضاء برلمان عن حزب المحافظين الحاكم بالاضافة الى حزب العمال والديمقراطيين الأحرار والحزب الاسكتلندي الوطني. كما شارك في الحفل المقرر الأممي لحقوق الانسان في فلسطين د. فرانشيسكا ألبانيزي بالاضافة الى أيمي شعلان ولين محمد كممثلين عن الجالية الفلسطينية في بريطانيا.
وقال زملط في كلمته أنه “بدون فهم عميق للنكبة وتدارك الظلم اللامتناهي الذي تسببت به للشعب الفلسطيني لن يكون هناك أمل في حل عادل”.
وروى زملط عن رحلة قام بها في طفولته حيث أخذه جده الى قريتهم المدمرة “سمسم” لرؤية ما تبقى من منزلهم اللي أجبروا على الرحيل منه إبان نكبة الـ1948.
وتساءل زملط قائلا “لماذا على الرغم من وضوح القانون الدولي والحشمة الانسانية يوجد لحد الآن ستة ملايين لاجئ فلسطيني في مخيمات اللجوء في المنطقة؟”
وأضاف زملط أن “مع استمرار المشروع الاستيطاني في الأراضي المحتلة مازالت النكبة مستمرة فل يتوقف إبعاد وتشريد الفلسطينيين عن أراضيهم وعن بيوتهم”.
بدورها قالت مقررة حقوق الانسان في فلسطين د. ألبانيزي أنها مصدومة من مدى القيود المفروضة على نقاش قضية وحقوق الشعب الفلسطيني في بريطانيا حتى في مؤسسات يتوقع منها أن تكون منابرا للحرية الفكرية مثل الجامعات. وطالبت ألبانيزي في كلمتها أن يكون حق تقرير المصير وحق عودة اللاجئين جزءا لا يتجزأ من أي حل سلمي للصراع.
كما عبر أعضاء البرلمان البريطاني عن تأييدهم للحقوق الفلسطينية حيث قالت عضو ة البرلمان عن حزب الديمقراطيين الأحرار ليلى موران بأنها ستقوم بطرح مشروع قانون احياء ذكرى النكبة في البرلمان البريطاني يوم الإثنين. بدوره قال بريندان أوهارا عضو الحزب الوطني الاسكتلندي أن من غير المعقول التفكير بأن آثار النكبة ستمحى من ذاكرة الفلسطينيين الجماعية .
وتحدثت كل من إيمي شعلان ولين محمد عن الصعوبات التي يواجهونها في طرح الرواية الفلسطينية في بريطانيا وخصصت لين محمد جزء من كلمتها للتنمر الذي تعرضت له كطالبة في المدرسة الاعدادية في بريطانيا إبان مشاركتها في مسابقة خطابية في الماضي.
وتخلل اللقاء عروض موسيقية على البيانو والعود من موسيقيين فلسطينيين ولبنانيين بالاضافة الى الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء.
هذا وستشارك سفارة دولة فلسطين في احياء ذكرى النكبة في بريطانيا في شهر مايو حيث سيقام فعاليات في البرلمانات البريطانية والاستكلندية والويلزية الأسبوع المقبل .