نظمت بعثة فلسطين لدى المملكة المتحدة وسفارة المملكة الأردنية الهاشمية في لندن لقاء تم فيه استضافة المطران المقدسي منيب يونان الرئيس السابق للاتحاد اللوثري العالمي في غرفة التجارة العربية البريطانية في لندن اليوم 26 سبتمبر، وذلك لتسليط الضوء على أوضاع المسيحيين الفلسطينيين والكنائس في فلسطين بشكل عام وفي القدس بشكل خاص.
وقال المطران يونان في حديثه أن المسيحيين في فلسطين هم جزء أساسي من النسيج الاجتماعي في البلاد، وأنهم ليسوا غرباء في الشرق الأوسط، مضيفا “لقد عشنا هنا لأكثر من ألفي عام ونريد أن نعيش هنا لألفي عام أخرى.”
وقدم المطران يونان شرحا لمستوى التعايش والتعاون بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين، وعن مدى الانسجام والتناغم الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني على الرغم من التحديات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الاسرائيلي.
وقال المطران أن تضائل أعداد المسيحيين في فلسطين وهجرتهم خارج البلاد ترجع لغياب الأمن والاستقرار في المنطقة نتيجة الاحتلال الإسرائيلي الاستعماري، وتدني مستويات المعيشة والأمان الاقتصادي، منوها إلى أن الاجراءات الاسرائيلية وتضييقها على المواطنين الفلسطينيين بما في ذلك هدم البيوت وتهويد القدس واقامة الحواجز العسكرية بين المدن الفلسطينية ساعد في خلق شعور عام بالعجز أدى الى لجوئهم للهجرة.
وأضاف المطران أن جماعات المستوطنين الإسرائيلية المتطرفة تهاجم بشكل ممنهج المجتمعات المسيحية في فلسطين، وتقوم بتخريب وتدنيس مقدساتهم، وأن تلك المضايقات كبيرة جداً ويتم توثيقها بشكل يومي، وقال المطران أن تلك المضايقات تهدف الى طرد المسيحيين من القدس وأنها تحدث في ظل تواطؤ من المحاكم الإسرائيلية التي لا تفرض أي عقوبات على هذه الممارسات غير القانونية.
واختتم المطران حديثه بدعوة صناع القرار والمؤثرين بالعمل الحقيقي والجاد من أجل انهاء جميع الانتهاكات الاسرائيلية بحق المجتمع الفلسطيني والاسراع بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود ال67 وعاصمتها القدس الشرقية.
وبدوره رحب سفير فلسطين لدى المملكة المتحدة د. حسام زملط بالمطران يونان، قائلا أن فلسطين هي “موطن الديانة المسيحية ومكان ميلاد المسيح”، مضيفا “فلسطين هي أرض التسامح والتعايش الديني الذي استمر وما زال مستمراً منذ آلاف السنين، وهي حلقة الوصل بين الشرق والغرب.”
ومن جانبه قال سفير المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور منار الدباس أن “المسيحية تعاني من هجوم ممنهج في الأرض المقدسة” وأن الطائفة المسيحية هي “جزء لا يتجزأ من الأرض المقدسة ولا يجب أن يتم تخطي هذه المسألة بأي شكل من الأشكال.”
وخلال مشاركته في الجلسة الحوارية، قال الدكتور مكرم خوري- مخول رئيس مركز كيمبريدج لدراسات فلسطين، أنه من الأهمية بمكان أن يتم تنسيق حوارات ولقاءات مع المجتمع الفلسطيني المسيحي وأن يعطى أولئك القادة المجال للحديث عن تطلعات وآمال وتحديات الشعب الفلسطيني ككل والمجتمع الفلسطيني المسيحي على وجه التحديد وذلك استنادا لوسائل التواصل المميزة التي يمتلكها هذا المكون الفلسطيني مع العالم المسيحي بشقيه العلماني والمتدين.
و وحضر الجلسة الحوارية لفيف من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والغربي وصحفيين وناشطين في المجتمع المدن المحلي.